تقرير حول قطاع الصناعة التقليدية بجهة تازة الحسيمة وتاونات

Publié le par SAMRACH

تقرير حول قطاع الصناعة التقليدية بالجهة

-----------------

 

تـــقـــديـــم عـــــام

 

        يجتاز قطاع الصناعة التقليدية حاليا فترة انتقالية لتأهيله ليصبح قطاعا اقتصاديا بالدرجة الأولى، بعد أن ظل لفترة طويلة ينظر إليه كقطاع اجتماعي يحظى بالدعم والمساعدة.وهدا المنظور الجديد للقطاع أملته الظرفية الاقتصادية والاجتماعية الجديدة لبلادنا كما أملته المتغيرات العالمية والدولية.ولقد أصبح الآن مدعو للاطلاع بدوره الاقتصادي باعتباره يساهم في الناتج الداخلي الخام بنسبة تصل إلى حدود 10%  , ويشغل قرابة مليون ونصف صانع وصانعة.

ففي ظل هده التحولات يمكن لقطاع الصناعة التقليدية بإقليم تازة ربح ورفع هده التحديات إذا ما استحضرنا المؤهلات الذاتية التي يتوفر عليها هدا الأخير والتي تسمح له بالتكيف والتفاعل مع هدا المناخ.

 

I -    واقــــــع الــصــــنــــاعـــة الــتـــقـــلــيديــة بــالجهة

       إن قطاع الصناعة التقليدية بالجهة يعتبر من القطاعات المهمة ويستمد هده الأهمية بصفة خاصة من دوره الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والثقافي ويتميز بمجموعة من الخصائص ذات طبيعة فنية إنتاجية وخدماتية إذ أصبح حاضرا بوضوح في حياة وأسلوب عيش مجموعة كبيرة من المواطنين في الوسط الحضري أو القروي والقطاع بفرعيه الفني الإنتاجي والخدماتي يوفر العدد الكبير من مناصب الشغل القارة إضافة إلى عدد هائل من الموسميين .

1.1        – مجالات أنشطة قطاع الصناعة التقليدية بالجهة.

     تتوفر الجهة على مصادر متعددة من المواد الأولية والتي تعتبر المكونات الأساسية للإنتاج كالمواد الفلاحية :{كالدوم،الحلفاء،القصب الصوف الجلد والخشب...} والمواد الطبيعية {كالطين والأحجار والجبس....}ومن أهم الحرف المتواجدة بالجهة، صناعة النسيج ،النجارة،النقش على الخشب،الخياطة التقليدية والعصرية ،الحدادة  .المنتوجات النباتية كالحلفاء الدوم القصب. والأسلحة التقليدية ،والفخار.

وهكذا نجد أن عدد الصناع بالجهة يبلغ حوالي 19358 صانع وصانعة وإذا أخدنا بعين الاعتبار أن كل صانع وصانعة تشغل على الأقل متعلم أو متعلمتين فان هدا العدد سيتضاعف حتما في الوقت الذي نجد فيه أن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية لا يتعدى 6264 صانع وصانعة أي حوالي 32%  فقط من العدد السالف الذكر.

ويتوزع هذا العدد إلى 14450 صانع وصانعة بالقطاع الفني الإنتاجي أي نسبة 75% من العدد الإجمالي للصناع. والى  4908  صانعا وصانعة بالقطاع الخدماتي أي بنسبة 25% من العدد الإجمالي

       الــخــصـــائـــص الـــرئــيـســيــة للــقــطــاع بالجهة

للجهة اهمية كبرى  من حيث عدد الصناع والوحدات الإنتاجية وان توزيعها حسب القطاعات يوضح مدى أهمية قطاع النسيج والخشب والمتوجات النباتية  بينما تتميز نسب باقي القطاعات بالتقارب.

         وإذا ما حللنا بنية قطاع النسيج يمكن أن نستنتج أن فرعي الخياطة والطرز يشكلان الأغلبية.أما فيما يخص قطاع الخشب تمثل شعبة النجارة العامة أعلى نسبة كما تعتبر حرفة الحلاقة أهم شعبة في القطاع الخدماتي تليها حرفة البناء .ويقدر عدد المستخدمين بكل مقاولة حرفية ما بين 1 و2 مستخدم وهدا راجع بالأساس إلى الحجم الصغير إلى هده المقاولات وكدا اشتغال نسبة كبيرة  بالمنازل.

       التموين ووسائل الإنتاج

    * المواد الأولية  :  إن قنوات التموين ليست محددة وغير مهيكلة فالتزود غالبا ما يكون انفرادي باستثناء بعض التعاونيات عن طريق التجار المحليين أو المحتكرين وإما عن طريق الأسواق الأسبوعية أومن المدن الرئيسية الكبرى كفاس – وجدة – الناضور.

أما بالنسبة للمواد الأولية ذات الطبيعة الفلاحية فالجهة توفرها بكثرة .

* وسائل الإنتاج  :  فيما  يتعلق بوسائل الإنتاج كالآلات والمعدات أي الرأسمال الثابت  يمكن تصنيفها في قطاع الصناع التقليدية بالجهة  إلى ثلاثة أصناف .

 

-  وسائل تقليدية محضة     :  كالخياطة التقليدية ، الدرازة  ، والخرازة .

-  وسائل عصرية محضة    :  كالنجارة والخياطة العصرية .

-  وسائل مختلطة عصرية   :   وتقليدية :  كالحدادة والنقش على الاحجار

 

الاقتصاد الاجتماعي  /  التنظيم والتأطير

الجانب التنظيمي

§                التعاونيات : اعتبرت الحركة التعاونية كإحدى وسائل تنمية القطاع وإطارا مناسبا لتكتيل جهود الصناع بغية إحداث وحدات إنتاجية متماسكة لخلق نواة اقتصادية –مقاولات صغرى ومتوسطة-تساهم في الاقتصاد المحلي والوطني، وفي هدا الإطار تتوفر الجهة على 37 تعاونية في حرف مختلفة. وينضوي تحت هده التعاونيات 668 متعاونا ومتعاونة .

§                الجمعيات المهنية: تعتبر الجمعيات المهنية الإطار الملائم لتأطير الصناع والدفاع عن مصالحهم الجماعية المرتبطة بحرفهم أو أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ويبلغ عدد الجمعيات المهنية بالجهة  38 جمعية تضم 1429 منخرطا.

الجانب المؤسساتي

تتوفر ا لجهة على مؤسسة دستورية منتخبة وهي غرفة الصناعة التقليدية لاقاليم تازة – الحسيمة – تاونات، تعنى بشؤون الصناع وتتكون من 25 عضو.

وتتعتبر الغرفة شريكا اساسيا للمندوبية في مجال التخطيط والبرمجة وانعاش القطاع، وقد ساهمت هذه المؤسسة في عدة مشاريع تنموية ( قرية الصناع التقليديين يتازة ، التكوين المهني، المعارض والتضاهرات....) 

2-  الــتـــنــشــــيط الاقـــتـــصــــادي

 

 ويرتكز بالأساس على طرق التمويل والتسويق

التمويل:

 إن التمويل الذاتي الخاص بالدورة الاقتصادية للصناع غالبا ما يكون غير كافي، الشيء الذي يجعل اللجوء إلى قروض البنك الشعبي أمرا ضروريا ولو أن سقفها محدود من جهة ومسطرة الحصول عليها تبقى جد معقدة من جهة أخرى. كما أن شريحة كبيرة  من الصناع تلجأ إلى القروض المجهرية التضامنية التي تتميز بقلتها ومحدوديتها الممنوحة من طرف جمعيات القروض الصغرى كالأمانة وزاكورة والفونديب ... وخلال سنة 2006 بلغت قيمة القروض الممنوحة من طرف مؤسسة البنك الشعبي ما قدره: 1.742.000 درهم، لفائدة 62 صانع وصانعة.

التسويق:إلى جانب التسويق الداخلي لمنتوجات الصناعة التقليدية على المستوى المحلي والدي يعرف رواجا استثنائيا خلال فصل الصيف وبعض المناسبات الدينية وأثناء المعارض المحلية والوطنية ،نجد عملية التسويق الخارجي{التصدير}ويتمثل بالخصوص في عملية تصدير منتجات الصناعة التقليدية إلى الخارج.  وفي هذا الإطار يلاحظ انه من أصل 46 صانع ومقاولة صغير متوفرون على رخص التصدير ومسجلين بالسجل المركزي للمصدرين، اثنين منهم يقومون بهده العملية من حين لأخر ودلك لعدة أسباب نوجزها في قلة الجودة والمنافسة الشرسة وعدم الإلمام بالآليات الحديثة للتسويق.وخلال سنة 2006 تم تصدير ما قيمته 37.000 درهم فقط من منتجات خشبية إلى هولندا.

3- الـــتــكـــــويــن والـــتــــأهـــيـــــل

            اعتبارا لأهمية الصناعة التقليدية بالجهة ومراعاة للخصوصيات التي تتميز بها فان التكوين المهني بالقطاع، يعد دعامة أساسية لإنعاش حرفه والمحافظة عليه ونقل المهارات الأصيلة بين الأجيال ضمان لإستمراريتها. ولقد شكلت سنة 2004 تحولا هاما في منظومة التكوين المهني على صعيد القطاع محليا ووطنيا بحيث تم الاعتماد على نمط التكوين بالتدرج المهني كنمط جديد في تأهيل يد عاملة متخصصة وماهرة في مختلف الحرف الفنية والإنتاجية. وفي هدا الإطار وبموجب الاتفاقية المبرمة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وكتابة الدولة المكلفة بالتكوين المهني وغرفة الصناعة التقليدية بالجهة والتي بموجبها تم الاتفاق على تكوين 180 متدرج ومتدرجة  منها 110 إناث و70 ذكور تؤطرها 90 مقاولة حرفية  في 6  تخصصات مهنية ودلك  لمدة سنتين .وللإشارة فان هده العملية الأولى اقتصرت على مدينتي تازة وجرسيف.ودلك بغلاف مالي قدره :1.539.300 درهم

 

4-         الــبــنــيــة الــتــحــتــيــة للــقـطـــــاع :

        في إطار دعم فضاءات الإنتاج والتسويق بقطاع الصناعة التقليدية بالجهة وبالإضافة إلى مجمعي الصناعة التقليدية بتازة والحسيمة تم تعزيز هده البنية بعدة  مشاريع مهمة يمكن تصنيفها إلى صنفين:

- مشاريع في إطار التعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ويتعلق الأمر    بمشروع بناء قرية الصناع التقليديين بتازة العليا  بشراكة مع المجلس البلدي لتازة ة ووكالة تنمية أقاليم شمال المملكة والوزارة بالإضافة إلى مجلس الجهة والمستفيدين   بتكلفة : 4.8 مليون درهم والمشروع الآن في طور الانجاز واخرى بالحسيمة (تاغزوت)، بشراكة بين :.

وكالة تنمية اقاليم شمال المملكة، مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الوزارة الوصية والمستفيدين بتكلفة 5.072.000 درهم.

-         مشاريع في إطار التنمية البشرية: لقد استفاد  القطاع في إطار البرنامج الاستعجالي للمبادرة الملكية للتنمية البشرية من مشروع بناء مستودع لإنتاج وتخزين المنتوجات النباتية بجماعة بني افراسن دائرة وادي امليل بتكلفة 200.000,00 درهم، والمشروع الآن تم انجازه كاملا.

كما استفاد القطاع خلال سنة 2006 من13 مشروع بقيمة 6.565.000 درهم.

- مشاريع مقترحة في إطار التعاون الدولي غير الممركز  بتنسيق مع المصالح المركزية للوزارة تم اقتراح عدة مشاريع مهمة لتعزيز قطاع المنتوجات النباتية، الزرابي، الفخار والأحجار  بكل  من  تازة  تاونات  الحسيمة.

الــعــوامــــل الــمــعــيــقــة لــلــقــــطـــاع بــالإقــلــيـــم  :

       باستقرائنا لهدا التشخيص يمكن أن نستخلص أن القطاع يعرف عدة معيقات ذات طابع عام أي وطني واخرى ذات طبيعة محلية وتتلخص هده المعيقات في النقط التالية:

-   نقص في التنظيم والتأطير والتكوين

-   صعوبة في التسويق والتمويل

-   نقص في البحث والابتكار والجودة

-   نقص في المعطيات الإحصائية المضبوطة

-   انعدام دراسات قطاعية

-   غياب التغطية والحماية الاجتماعية

-   غياب التنشيط السياحي بالجهة رغم توفره على المؤهلات الضرورية

-   غياب الآليات والإمكانيات رغم توفر القطاع على نقط قوة .

II - الأفاق المستقبلية للقطاع بالجهة على ضوء الإستراتيجية الجديدة للقطاع

         من خلال  تشخيص القطاع بالجهة يتبين أن هناك نقط ضعف يعاني منها القطاع والتي يجب تجاوز بعضها والتخفيف من حدة البعض الآخر، ونقط قوة ينبغي دعمها والتركيز عليها وتقويتها، ذلك باتخاذ مجموعة من التدابير ذات طبيعة عامة واخرى خاصة على ضوء الإستراتيجية الجديدة للقطاع،التي جاءت لمعالجة العوامل  المعيقة للقطاع بمنهجية ومقاربة جديدة مستمدة من روح المبادرة الملكية للتنمية البشرية   وتكريسا  للسياسة العامة للحكومة التي تجعل من التشغيل وجلب العملة الصعبة من الأولويات الرئيسية. وترتكز هده الإستراتيجية بالأساس على المقاولات الحرفية الصغيرة والمتوسطة والصانع الفردي الحضري والصانع الفردي القروي ودلك عبر 4 آليات تقنية وهي الإنعاش،الدراسات والدعم،التكوين والتنظيم وأخيرا البنيات التحتية.

التدابير المتخذة محليا ( نشاط المندوبيتين)

والتي تتجلى في تدابير ذات صبغة تنموية إنعاشية واخرى تاطيرية وتنظيمية منها :

§             جمع وضبط المعطيات السوسيو اقتصادية للقطاع

§             القيام بدراسات قطاعية مختلفة .

§             العمل على الرفع من عدد التعاونيات الانتاجية وتأهيلها

§             تفعيل دور الجمعيات والتعاونيات ومصاحبة المقاولات الصغرى والمتوسطة.

§             تفعيل دور الغرفة.

§             دعم وتنمية التكوين بالتدرج المهني وتعميمه على الجهة.

§             تفعيل فضاءات الإنتاج الموجود .

§             تتبع المشاريع التي هي في طور الانجاز أو تلك المبرمجة

§    تشجيع ودعم المعارض التظاهرات المحلية والجهوية والوطنية والدولية.

§    تشجيع التعاون الدولي غير الممركز والبحث عن شركاء جدد

§    النهوض بالصناعة التقليدية القروية على ضوء المقاربة الجديدة بين قطاعي السياحة والصناعة التقليدية وذلك عبر خلق فضاءات للإنتاج بالممرات السياحية الجبلية والقروية .

التدابير العامة ( نشاط الوزارة الوصية)

 

ستعرف الجهة عدة دراسات منها:

   -  دراسة حول تنمية القطاع بالجهة والتي تم البدء فيها  مؤخرا  

   -  دراسة حول تنمية التكوين المهني في الأشهر القادمة

   -  دراسة حول تنمية الاقتصاد الاجتماعي.

بالإضافة إلى بعض التدابير العملية التي تستهدف الصناع التقليديين والتي ترمي إلى الاستجابة لأهم مطالبهم التي طالما عبروا عنها والمتمثلة في :

   * توفير الحماية الاجتماعية التي تتضمن التغطية الصحية

   * العمل على تيسير ولوجهم مصادر التمويل  وملاءمتها لخصوصياتهم  

  * تمكينهم من سكن لائق بهم (فوكاريم)

 وهذه التدابير التي تم الإعلان عنها والاستفادة منها  لتؤكد العناية السامية لصاحب الجلالة نصره الله بهذا القطاع .

 

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article